الأحد، 28 مارس 2010

الجزء الثالث ... يوم فى حياة راكب ميكروباص .....


- ترى أتكون النتيجة كما أرى.. هل سقطت النخلة ..
- هل فشلنا أن نغير مجرى النهر بالرغم من تكاتفنا جميعا كرجل واحد
- نعم فشلنا .. كان التيار جارف .. لم تكن عدتنا تلك العدة المطلوبة في مثل هذه المواقف
- نعم ليس السلاح الذي تسلحنا به هو السلاح المناسب لهذه المعركة
- فسلاحنا كان الإيمان برجل كنا على يقين انه المناسب .. والتفافنا جميعا حوله .. ظنين أن إرادتنا
قد تحدث الفارق وتستطيع أن تقف أمام اعتي التيارات بل وأمام أقوى الشلالات الجارفة
- لم نكن نعرف أن سلاحنا هذا لم يعد يستخدم اليوم فهو أشبه بمن يحمل سيف أمام صاروخ نووي
- دعنا من هذه الذكريات ..
- لا أريد أن أتذكر أسلحتهم فمجرد الذكرى تصيبني بالاشمئزاز .. ورائحة ذكرها تزكم أنفى
- منذ ذلك اليوم وان لا أحب حتى مجرد سماع شيء عن الانتخابات
- فكيف أكون أنا الناجح في هذه الانتخابات............... ؟؟؟
- لم تدم حيرتي طويلا ... وجائنى الرد سريعا
- كل حاجة أحنا عيزنها هنعملها.. ولا أيه رأيك ياحاج
قالها مأمور القسم وهو يضحك بصوت عالي .. لا ادري أيكون سمع حديث نفسي ..
أم أنه يقصد شيء أخر لم أنصت له
- أقترب المأمور من اذنى فاححا فيها .. متهيألى تقوم ترتاح شويه قبل ما تجتمع وباقي أعضاء
المجلس بالليل ..
- وجدتها فرصة لأهرب من هذا الذي لا اعلمه اهو حلم أم حقيقة
هممت مسرعا لأخرج من المكتب .. اوقفنى صوت مأمور القسم كطلق ناري في قدمي
- على فين ياحاج .. استنا العربية هتوصلك ..
...... ما أن ركبت السيارة وانطلقت بى وسط هتاف الناس حتى هجم علىّ وحش الفكر يفترسني
- ماذا أفعل ..أأصرخ فيهم جميعا وأقول لست أنا الشخص الذي تعتقدون أم اسكت وأكمل المشوار
وأحاول أن أحقق ما كنت احلم به مع النخلة .. من إصلاح .... نعم .. نعم .. ولما لا أنها فرصة لا تعوض
ولكن من أين ابدأ....؟؟؟

- لا مأخذه يا حاج هاجيب كام رغيف ...ما هي فرصة و البوكس معنا ...
قالها العسكري وهو ينزل مسرعا من السيارة ... لم انتبه لما قاله .. دارت الكلمات في رئسي سريعه
نعم أنها فرصة فأن لسيارات الشرطة فعل السحر في انجاز مثل هذه العمليات الاستشهادية..
بحثت عن شنطه العيش بين طيات ملابس .. أين الشنطه .. أأكون نسيتها.. كارثة لكون نستها
.. د أنا أنسى بطاقتي الشخصية ولا انساها .. هاهي بنت .. استغفر الله العظيم .. الواحد قلبه كان ها يقف
- يا دفعه .. يا دفعه
- نعم يا حاج .. قالها عائدا إلىّ .. أأمر عايز حاجة
- سلمتك يا ابني .. قلت أجيب أنا كمان كام رغيف للعيال
صوب العسكري سهام نظراته إلىّ وقد دعمها بتعابير الاستغراب والدهشة.. وقال
- خليك في البوكس يا باشا والعيش ها يجيلك ..
تركني خلفه وانطلق مسرعا صوب باب الفرن الرئيس وهو يضرب كف بكف
قلت في نفسي لا لن تكون بدايتي مع المحسوبية واستغلال النفوذ بل أنا واحد من الناس واللي يسرى
عليهم يسرى علىّ .. وقررت أن أتذيل طابور العيش ...

لم تمضى دقائق حتى خرج العسكري يحمل قفص العيش
.. عيش غير العيش الذي نعرفه.. حاجة كده ذي عيش السرايا .. بدأت تعليقات أهل الطابور
- بلد كوسة... ناس لها بخت وناس لها ترتر ... ايوه ياعم يا بخت من كان المأمور جوز أمة .. بالسم الهارى
...تواريت بين الناس حتى لا يراني العسكري فأنال ما ناله.. وقف العسكري بعض الوقت ..ثم انطلق راكبا السيارة صوب القسم ... لم يمضى وقت طويل حتى سمعنا دوى سيارة الشرطة يقترب من الطابونة .. أنه الباشا المأمور
.. لعل العسكري عاد إلية واخبره بأنة لم يجدني .. تسللت من بين الناس صوب سيارة الشرطة حتى أقابل الباشا المأمور بعيدا عن الناس ..
- فينك يا حاج الئتنا عليك .. الأماكن خطر عليك
- خير. خير.. أنا قلت أشوف أية حكاية الزحمة دى وكمان أجيب رغيفين للعيال
- تجيب بنفسك العيش .. والجحش اللي كان معاك يعمل أية ... ثم صرخ .. أنت يا زفت .. أنت يا جحش
جاء العسكري نفسه مسرعا ..
- نعم يا باشا .. وهو يؤدى التحية ضاربا الأرض بقدميه
- اذاى يا زفت تسيب عمك الحاج وسط الأوباش دول .. ثم لطمه على وجهه .. غور .غور من ادامى يا جحش
ثم التفت إلىّ وقال .. يلا بينا يا حاج .. ركب بجواري السيارة .. أمرا العسكري .. على بيت عمك الحاج يا جحش
كل يوم من الفجريه تعدى على بيت عمك الحاج تشوف طلبات البيت من عيش وخلافه فاهم يا زفت
- فاهم يا باشا .. أنا تحت أمر عم الحاج . من النجمة هاكون أدام الباب
لم اعلق على كل ما حدث سوى بابتسامه بلهاء ارتسمت على وجهي .. ثم ساد الصمت كابينة السيارة
وبدأت التساؤلات تتكالب على رئسي
...أ من أجل الحصول على رغيف عيش نظيف دون أهانه أو أهدار للآدمية يجب أن أكون صاحب منصب أو سلطة
ويكون عندي عسكري مرسله .. أيكون الحل أن يكون لكل مواطن عسكري مرسله يجبلوه العيش.
فيتحول طابور الأوباش الى طابور عساكر مرسله .
يبدو أن اليوم ده مش معدي ..... أشو فكوا المرة الجايه ... اليوم لسه طووووووووووووووويل




الثلاثاء، 16 مارس 2010

الجزء الثانى من ... يوم فى حياة راكب ميكروباص....


فإذا بيدين تحتضنني وتربت على كتفي .... وصوت فرح يصيح في أذني ..!!
- ألف مبروك ياحاج والله والله نجاحك النهاردة نجاح للديمقراطية والحرية
.. أنه مأمور القســم .!!! ولكن أي نجاح يقصد ..!! وأي نجاح هذا الذي يقيم الدنيا من حولي ..
... لم تستمر حيرتي طويلا .. وجاءت الإجابة على لسان احد الواقفين .خلفي وهو يهمس لصاحبه
- ايوه يا سيدي هو ده رئيس المجلس المحلى الجديد
.. لا كده أحلوت قوى– أكيد تشابه أسماء فأن لم أرشح نفسي يوما في أي انتخابات
وكل ما اعرفه عنها مجرد ذكريات عن انتخابات مجلس الشعب الماضية.
فلقد كنت من مؤيدي احد المرشحين المستقلين . .. رمز النخلة ..
ولم أكن الوحيد فقد كان هناك أجماع عليه
وعلى الجانب الأخر اثنين من الحزب الأخضر

الأول صاحب رمز الهلال ..ذلك الهلال المتفرد المعتز بعدم تابعيته لاى هلال أخر في الكون ...
ولا حتى هلال رمضان ..فهلالنا ليس ككل الأهلة فهو لا يظهر في السماء فتكون بداية شهر عربي ونهاية أخر.
فالهلال عندنا يظهر على القناة الأولى بالتليفزيون منقولا على الهواء من حديقة الخالدين بالدراسة
عندما يظهر جليا لمفتى الديار دون غيرة ....!!! فنصوم قبل أن يصوم المسلمين في مشارق الأرض
ومغربها أو نفطر قبلهم ...
وعندما سألت مرة عن عدم صيامنا عندما يصوم المسلمين في اى بلد عربي وقد تحققت عندهم رؤية
الهلال فالهلال واحد و السماء واحدة والخالق هو الواحد الأحد..
اجابنى احد الخبثاء ضاحكا".. هلال السما عندهم ابيض أم هلالنا فهو أخضر .. لسه مستواش
.. ساعتها .. تمنيت أن ينضج هلالنا كيف البلح ويرطب ..لعله يســقط ..
والأخرى للمرشح صاحب رمز الجمل ..
أما الجمل ..فيا عيني على جملنا وحلاوتنا ..قصدي يا عيني على جملنا الأخضر بس من غير حلاوتنا
فكل الجمال على وجه البسيطة معلوم عنها أنها مسخره لخدمة الإنسان ..
أما جملنا فكلنا مسخرين لخدمته .. كل الجمال حمالة آسية إلا حببنا الأخضر فحملنا الأسى والآسية
وبيعنا هدوم العياءة ويخوفى ليبيعنا الداخلية .... قصدي الهدوم والله....
....................................
كنا جميعا في غاية التفاؤل بنجاح مرشحنا المستقل ... فالاغلابية ساحقة بل وهناك إجماع على اختياره
وذاد التفاؤل .. لوجود الإشراف القضائي على الانتخابات .. فهذا من شأنه أن تكون الانتخابات نزيه
..وهذا كل ما نطلبه أن نترك للصناديق ..وان تترك الصناديق لنا . لنقول كلمتنا بحرية وديمقراطية..
.. وجاء يوم الانتخابات .. وكان كيوم العيد .. الجميع مقبل بفرح وسرور على لجان الانتخابات
الكل يؤكد تفوق بل اكتساح النخلة ...
.. ومر اليوم على وتيرة واحدة .. فرح وسرور .. وتفاؤل يعلو وجه الجميع .. الكل شبه متأكد من نجاح النخلة ..
وانتهى اليوم عند تمام الخامسة مساء .. وأغلقت الصناديق .. وتم حملها.. كما حملت منذ قليل..
وسط مواكب الفرح إلى قسم الشرطة تمهيدا لفرز الأصوات و إعلان فوز النخلة
التففنا حول القسم ألاف مؤلفة ... مر الوقت طويلا ..ونحن في انتظار إعلان النتيجة ..
لماذا كل هذا التأخير ... فالنتيجة شبه معروفة... الساعة تجاوزت منتصف الليل .... لاحس ولاخبر
.. الأعداد تتناقص من حولي .. بدأ الخوف يتسرب إلى البقية الباقية من المرابطين حول قسم الشرطة
الساعة تجاوزت الثالثة صباحا .. الجنيهات العشر في يد عسكري الخدمة لم تعد تأتى باى خبر يبل الريق
.. هاهو الهلال يخرج من القسم مسرعا إلى سيارته ... وكذا الجمل ... أين النخلة .. يا ترى ماهى النتيجة.
.... لم ينتهى اليوم بعد .......... الى لقاء قريب


السبت، 6 مارس 2010

يوم في حياة راكب ميكروباص

صوت الزحام من حولي أصم اذنى .....
لم اعد استطيع أن أميز بين صوت كلاكس السيارة
وباقي عناصر اوركسترا الضوضاء من حولي.
- صوت كاست الميكروباص بأغانيه مجهولة الهوية الغير واضحة المعالم
هل هي لصوت متربة أم صوت مترب ( نعم كما كتبتها)
- صوت صبى الميكروباص- تلك الحنجرة التي تمشى على قدمين-
– صراع دائر بين اثنين من الركاب على فتح شباك السيارة أم غلقة
أخيرا توصلت إلى الحل السحري .....
بأن وضعت سماعه الإذن و وحلقت فوق السحاب مع بعض الموسيقى
الهادئة الموجودة على تليفوني المحمول..................................
مر الوقت لاأعرف كم مر منه ... ؟
...............................................................................................
فجأة توقف الميكروباص ..... تعالت الضوضاء والصيحات والهتافات
حتى اخترقت سماعه الإذن ووصلت إلى اذنى كطلق ناري افزعن
تسألت في نفسي .. ما هذا الحشد من الجمهور ..
و أي شخصية مشهورة تلك التي ينتظرونها ..
انتبهت . وأطلقت لعيني العنان تتفقد ركاب الميكروباص من حولي .
ربما يكون من بين الركاب مسئول كبير بالمحافظة ...
استخففت الفكرة .. فهؤلاء لايركبون الميكروباص..
وسريعا توهجت في رئسي فكرة اسعدتنى ...
أيكون من بين الركاب أبو تريكــــــــــه ..؟؟؟؟؟
وقبل أن أترك لخيالي العنان فأظن أن يكون من بين الركاب مالا يحمد عقباه..
فإذا بالجموع الحاشدة تقتلعني من مكاني لتحملني على الأكتاف ..
وفجأة أجد نفسي وسط موكب مهيب وحشد عظيم... حولي الألف يهتفون بأسمى ..
وعشرات النساء في شرفات البيوت يطلقن الظغريت كألعاب نارية ابتهاجا وفرحا بى..
ازدادت حيرتي .. فأن لم أكن ضمن تشكيلة حسن شحاتة الرئيسي الفائزة ببطولة أفريقيا
ولا حتى ضمن الاحتياطي ....... آه ربما أكون فزت بإحدى جوائز الدولة التشجيعية ....
ضحكت في نفسي ..فأنا يوما ماكنت يوما زويليا أو بازا أو حزبيا بارزا...............
انقطعت حيرتي ومن قبلها أنفاسي. بعد أن غادرت روحي جسدي فزعا ....
عندما انزلونى من على كتف احدهما ........أمام قسم الشرطة ...
.وفر فارس خيالي الوردي وتركني وحدي أمام غول الهواجس المفزعة....
أأكون ارتكبت جريمة كبيرة ؟؟؟؟ وأي جريمة تلك التي تسعد كل هؤلاء عندما يتم القبض على
الجاني ؟؟؟ ........ياويلتى أأكون فعلت ..لا لا لا .. لايمكن ..أأكون .. أغـ أغـ اغتصبت أحدهن.؟؟
... أن كان الأمر كذلك لماذا لم يفتكون بى ما أن رؤونى ؟؟؟ ....يا ويلي أتكون أحدى محارم
مأمور القســـــم ..؟؟ فأن أساق إلى مكتبة ...نعم ...نعم .. الأمر كما أظن ...
فهاهو مأمور القسم يخرج من مكتبة مسرعا فرحا مقبلا نحوى كوحش أوشكى أن يلتهم فريسته
أغمضت عيني ..جززت على أسناني ..شددت عضلات بطني .. رفعت يدي إلى وجهي ...
تحسبن لأي ضربة .. من أى اتجاه .. وفى أي موضع ...وسلمت امرى لربى .....
.... انتظر المصير المحتوم ....................................
( ماذلنا فى أول اليوم ....... الى لقاء قريب)