- ترى أتكون النتيجة كما أرى.. هل سقطت النخلة ..
- هل فشلنا أن نغير مجرى النهر بالرغم من تكاتفنا جميعا كرجل واحد
- نعم فشلنا .. كان التيار جارف .. لم تكن عدتنا تلك العدة المطلوبة في مثل هذه المواقف
- نعم ليس السلاح الذي تسلحنا به هو السلاح المناسب لهذه المعركة
- فسلاحنا كان الإيمان برجل كنا على يقين انه المناسب .. والتفافنا جميعا حوله .. ظنين أن إرادتنا
قد تحدث الفارق وتستطيع أن تقف أمام اعتي التيارات بل وأمام أقوى الشلالات الجارفة
- لم نكن نعرف أن سلاحنا هذا لم يعد يستخدم اليوم فهو أشبه بمن يحمل سيف أمام صاروخ نووي
- دعنا من هذه الذكريات ..
- لا أريد أن أتذكر أسلحتهم فمجرد الذكرى تصيبني بالاشمئزاز .. ورائحة ذكرها تزكم أنفى
- منذ ذلك اليوم وان لا أحب حتى مجرد سماع شيء عن الانتخابات
- فكيف أكون أنا الناجح في هذه الانتخابات............... ؟؟؟
- لم تدم حيرتي طويلا ... وجائنى الرد سريعا
- كل حاجة أحنا عيزنها هنعملها.. ولا أيه رأيك ياحاج
قالها مأمور القسم وهو يضحك بصوت عالي .. لا ادري أيكون سمع حديث نفسي ..
أم أنه يقصد شيء أخر لم أنصت له
- أقترب المأمور من اذنى فاححا فيها .. متهيألى تقوم ترتاح شويه قبل ما تجتمع وباقي أعضاء
المجلس بالليل ..
- وجدتها فرصة لأهرب من هذا الذي لا اعلمه اهو حلم أم حقيقة
هممت مسرعا لأخرج من المكتب .. اوقفنى صوت مأمور القسم كطلق ناري في قدمي
- على فين ياحاج .. استنا العربية هتوصلك ..
...... ما أن ركبت السيارة وانطلقت بى وسط هتاف الناس حتى هجم علىّ وحش الفكر يفترسني
- ماذا أفعل ..أأصرخ فيهم جميعا وأقول لست أنا الشخص الذي تعتقدون أم اسكت وأكمل المشوار
وأحاول أن أحقق ما كنت احلم به مع النخلة .. من إصلاح .... نعم .. نعم .. ولما لا أنها فرصة لا تعوض
ولكن من أين ابدأ....؟؟؟
- لا مأخذه يا حاج هاجيب كام رغيف ...ما هي فرصة و البوكس معنا ...
قالها العسكري وهو ينزل مسرعا من السيارة ... لم انتبه لما قاله .. دارت الكلمات في رئسي سريعه
نعم أنها فرصة فأن لسيارات الشرطة فعل السحر في انجاز مثل هذه العمليات الاستشهادية..
بحثت عن شنطه العيش بين طيات ملابس .. أين الشنطه .. أأكون نسيتها.. كارثة لكون نستها
.. د أنا أنسى بطاقتي الشخصية ولا انساها .. هاهي بنت .. استغفر الله العظيم .. الواحد قلبه كان ها يقف
- يا دفعه .. يا دفعه
- نعم يا حاج .. قالها عائدا إلىّ .. أأمر عايز حاجة
- سلمتك يا ابني .. قلت أجيب أنا كمان كام رغيف للعيال
صوب العسكري سهام نظراته إلىّ وقد دعمها بتعابير الاستغراب والدهشة.. وقال
- خليك في البوكس يا باشا والعيش ها يجيلك ..
تركني خلفه وانطلق مسرعا صوب باب الفرن الرئيس وهو يضرب كف بكف
قلت في نفسي لا لن تكون بدايتي مع المحسوبية واستغلال النفوذ بل أنا واحد من الناس واللي يسرى
عليهم يسرى علىّ .. وقررت أن أتذيل طابور العيش ...
لم تمضى دقائق حتى خرج العسكري يحمل قفص العيش
.. عيش غير العيش الذي نعرفه.. حاجة كده ذي عيش السرايا .. بدأت تعليقات أهل الطابور
- بلد كوسة... ناس لها بخت وناس لها ترتر ... ايوه ياعم يا بخت من كان المأمور جوز أمة .. بالسم الهارى
...تواريت بين الناس حتى لا يراني العسكري فأنال ما ناله.. وقف العسكري بعض الوقت ..ثم انطلق راكبا السيارة صوب القسم ... لم يمضى وقت طويل حتى سمعنا دوى سيارة الشرطة يقترب من الطابونة .. أنه الباشا المأمور
.. لعل العسكري عاد إلية واخبره بأنة لم يجدني .. تسللت من بين الناس صوب سيارة الشرطة حتى أقابل الباشا المأمور بعيدا عن الناس ..
- فينك يا حاج الئتنا عليك .. الأماكن خطر عليك
- خير. خير.. أنا قلت أشوف أية حكاية الزحمة دى وكمان أجيب رغيفين للعيال
- تجيب بنفسك العيش .. والجحش اللي كان معاك يعمل أية ... ثم صرخ .. أنت يا زفت .. أنت يا جحش
جاء العسكري نفسه مسرعا ..
- نعم يا باشا .. وهو يؤدى التحية ضاربا الأرض بقدميه
- اذاى يا زفت تسيب عمك الحاج وسط الأوباش دول .. ثم لطمه على وجهه .. غور .غور من ادامى يا جحش
ثم التفت إلىّ وقال .. يلا بينا يا حاج .. ركب بجواري السيارة .. أمرا العسكري .. على بيت عمك الحاج يا جحش
كل يوم من الفجريه تعدى على بيت عمك الحاج تشوف طلبات البيت من عيش وخلافه فاهم يا زفت
- فاهم يا باشا .. أنا تحت أمر عم الحاج . من النجمة هاكون أدام الباب
لم اعلق على كل ما حدث سوى بابتسامه بلهاء ارتسمت على وجهي .. ثم ساد الصمت كابينة السيارة
وبدأت التساؤلات تتكالب على رئسي
...أ من أجل الحصول على رغيف عيش نظيف دون أهانه أو أهدار للآدمية يجب أن أكون صاحب منصب أو سلطة
ويكون عندي عسكري مرسله .. أيكون الحل أن يكون لكل مواطن عسكري مرسله يجبلوه العيش.
فيتحول طابور الأوباش الى طابور عساكر مرسله .
يبدو أن اليوم ده مش معدي ..... أشو فكوا المرة الجايه ... اليوم لسه طووووووووووووووويل